كيف بدأ البرفيوم .. استخدمه الأوروبيون قديما لاخفاء رائحتهم الكريهة
البرفيوم أو الكولونيا أو ماء التواليت .. كلها مسميات تحت عنوان العطور .. و هو الاختراع الذى غير رائحة الكثير من البشر .
ما لم يعرفه بعض الناس ، أنه يوجد الكثير من الأمراض مثل الطاعون و الكوليرا ، كانت بداية ظهورها فى قارة أوروبا فى العصور الوسطى ، حتى أنه يوجد بلاد وشعوب كثيرة جداً انقرضت بسبب تلك الأمراض .
خذ حذرك .. لو اغتسلت ستموت !
الكاتب ساندور ماراي والذى ولد فى القرن العشرين فى دولة المجر .. يروى لنا فى كتابه ( اعترافات برجوازى ). عن إعتقاد كان منتشراً فى أوروبا فى العصور الوسطى .. وذلك أن الإنسان يجب أن يغتسل فى حياته كلها مرة واحدة بس..!!! لإنهم كانوا يخافون الماء ويعتقدون انها تجلب اليهم الأمراض حتى الموت .. ولذلك كانوا دائما متسخين جداً جدا ً.. و رائحتهم عفنة .. حتى السيدات اللاتى كانوا يهتمون بمظهرهم و ملابسهم و أناقتهم ، دائماً كانت تفوح منهم روائح كريهه تماماً ! وموضة البرفيوم لم تكن موجوده مثل الأن.. ! هذا غير المراحيض ، الذى تعتبر أمراً غير هاماً على الاطلاق بالنسبة للبيت الأوروبى .. ولذلك يمكن أن تجدها فقط فى القصور و بيوت الأغنياء .
من رائحتهم أبشع .. الروس أم الفرنسيين ؟؟
قال مبعوث روسيا القيصرية عن ملك فرنسا لويس الرابع عشر أن رائحته أبشع من رائحة الحيوان البرى..! ولكن المضحك فى الأمر ان الروس أنفسهم و الذين يهزأون من رائحة الفرنسيين. عندما زارهم الرحالة العربى أحمد بن فضلان .. قال عنهم ( أقذر خلق الله ) .. فتخيل كيف كانت رائحة الفرنسيين ! من الافضل ألا تفعل .. ولكن بعد أن انتشر أمر رائحة أوروبا و الأوروبيون , ولم يعد أحد أن يحتملهم بسبب هذا الموضوع .. كان لابد من وجود حل قاطع .. بالطبع البرفيوم هو الحل !
جارية البرفيوم أنقذت قصر لويس الرابع عشر
جارية من جوارى الملك الفرنسي لويس الرابع عشر ، كانت تغطس فى حوض مليء بالعطور حتى لا تشم رائحة الملك ! و من هنا كان الحل الذى توصل اليه الفرنسيون .. و بدأوا يخفوا رائحتهم بالعطور .. هذا بالطبع ليس معناه ان العطور لم تكن موجوده من قبل .. بل بالعكس استخدام البرفيوم أو العطور كان موجود منذ الحضارة الفرعونية و الحضارة القبطية و الحضارة الاسلامية و الكثير من الحضارات الاخرى .
لكن فى أوروبا وتحديداً فى فرنسا .. كانت بداية صناعة البرفيوم. بالشكل المتعارف عليه الان، حتى أنه فى عصر النهضة كانت فرنسا أهم مكان فى العالم يقوم بتصنيع العطور .. و بالتحديد مدينة جراس فى جنوب فرنسا والتى ظلت عاصمة لصناعة البرفيوم فى العالم أجمع حتى الأن . ولذلك أصبح ملوك فرنسا هم أكثر الناس استخداماً للبرفيوم بجميع أنواعه .
المسك العربى يكسب بالمركز الأول ضد البرفيوم الأوروبى
الأمبراطورة الفرنسية جوزفين .. عرف عنها انها كانت تحب المسك العربى جداً .. وكانت تستخدمه بكثافة كبيرة لدرجة انه يقال أن غرفتها وسريرها ظلا برائحتها لمدة ستون عاماً بعد وفاتها. كما أن نابليون بونابرت استخدم ستون زجاجة من البرفيوم برائحة الياسمين كل شهر .
و فى إنجلترا فى القرن الخامس عشر، الملكة اليزابيث الأولى كان لديها حاسة شم قوية جداً. وبذلك فإنها كانت تكره أى رائحة ليست ذكية .. ولذلك السبب كان صناع العطور يتنافسون أمامها بتقديم منتجاتهم حتى تنال إعجابها و تشترى منهم كل ما يصنعون من البرفيوم . حتى ان الشوارع كانت ترش بالعطور قبل أن تزورها الملكة اليزابيث .
فى الوقت الذى كانت فيه قارة أوروبا تبحث عن حل ليخفون رائحتهم النتنة .. كان العرب يصنعون المجد .. كانوا يصنعوا حضارة و علم و تاريخ ، مازال يستفيد منها البشر حتى يومنا هذا . حتى أنهم صنعوا المسك أو البرفيوم العربى قبل فرنسا بمئات السنين . ولكن كلما رجعنا للوراء الى تاريخ العالم القديم .. اكتشفنا ان الحياة الغربية المتقدمة لم تكن بمثل هذا التحضر من قبل ، بل كانوا لايغتسلون حتى تفوح منهم رائحة البيض الفاسد ..! وقبل أن تزور صديقك الأوروبى .. خذ معك البرفيوم العربى وقل له هذا تذكار منى لك يا سيدى العزيز .