قصر الحمراء | رحلة إلي أحد كنوز مملكة غرناطة الأندلس اسبانيا

رحلة داخل قصر الحمراء في غرناطة أحد كنوز اسبانيا .. فهذا المقال أعزائي القراء مميز حقاً، حيث إننا فيه تحديداً سوف يكون لنا حديث شيق للغاية عن مكان أثري وسياحي قلما تتكرر سماته ومميزاته في مكان آخر، إنه وحتى لا نطيل عليكم الحديث قصر الحمراء الموجود في غرناطة الإسبانية قديماً وتحديداً الآن جنوب عاصمة المملكة الإسبانية مدريد.

 إذ سوف نشرح بشئ من التفصيل العديد من المعلومات عنه في هذا الموضوع بحيث يصبح لديك دليلاً متكاملاً عنه يساعدك عند زيارته بكل تأكيد في التعرف عليه بصورة أدق وأكثر إيضاحاً.

قصر الحمراء

قصر الحمراء أحد أهم المعالم السياحية الأثرية في أسبانيا .. هو حصن وقصر وقلعة تم تشييدها من قبل الملك الأندلسي المسلم ” أبو عبدلله محمد الأول ” وبالتحديد يقع قصر الحمراء علي بعد 430 كم جنوب مدريد في أسبانيا.

في عام 2007 تم إختيار قصر الحمراء ضمن قائمة كنوز اسبانيا الإثني عشر والتي تتمثل في تسعة معالم معمارية منها قصر الحمراء والمسرح الروماني وجامع قرطبة وكهف ألتميرا ومعلمان طبيعيان وأثراً تشكلياً واحداً.

وتم بناء القصر علي نظام العمارة المغربية الإسلامية الواضحة في أبنية القصر المختلفة من أنظمة هندسية وإستخدام الزخارف الإسلامية الرقيقة وكتابة الأيات القرآنية والأدعية علي الجدران وبعض النصوص الشعرية مثل بن الزمرك

اقرأ أيضاً : المدينة الضائعة اتلانتس حقائق وأسرار أسطورة المدينة الغارقة

ما سبب تسمية قصر الحمراء بهذا الاسم ؟

في الواقع هذا السؤال له إجابات متعددة حيث إنه منهم من يقول أن القصر كان لِبني الأحمر الذين حكموا غرناطة في القرن الثالث عشر الميلادي لذلك سمى بقصر الحمراء.

 والبعض اللآخر منهم من يقول إن تربة التل الذي بنى عليه القصر لونها أحمر لذلك سمى القصر باسمه الحالي، وأخيراً نجد سببا آخر للتسمية يتمثل في أن المدينة التي بنى فيها القصر كانت تسمى المدينة الحمراء.

من الذي قام ببناء قصر الحمراء ؟

من هو الذي بنى قصر الحمراء في غرناطة ؟ بناه الملك المسلم الاندلسي أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد بن احمد بن نصر بن الأحمر أحد ملوك بني الأحمر الذين حكموا غرناطة والمعروف باسم محمد الأول حيث استغرق بناؤه حوالي مائة وخمسون عاماً في القرن الثالث عشر الميلادي .

وكانت بداية تشييد القصر في القرن الرابع الهجري والذي يوافق القرن العاشر الميلادي ويعود بناء بعض أجزاء القصر الي القرن السابع الهجري والذي يوافق القرن الثالث عشر الميلادي .

يقع قصر الحمراء علي هضبة تقع علي ضفة نهر ” حدره ” علي مساحة 142000م2 ومن أشهر المعالم التي توجد علي الهضبة حصن منيع يسمي” قصبة الحمراء ” و حديقة جنة العريف وتقع علي بعد واحد كيلومتر من قصر الحمراء وهي عبارة عن قصر بحديقة كان يستخدم لإستراحة ملوك غرناطة

عجائب الدنيا السبع القديمة 7 أثار إستثنائية من العالم القديم 

رحلة داخل أروقة قصر الحمراء

في نظرة عامة على القصر تلاحظ أن له حصن منيع كما أن له سور قوي مع ثلاثة عشر برج تم إنشائهم لأغراض دفاعية أما القصر نفسه فإن به العديد من الأجنجة والأروقة فضلا عن حدائق غناء تم عمل نظام ري مثالي لها للغاية للاعتناء بها من خلال قنوات ونافورات الماء.

أما عن التصميم فسوف نجد أن القصر قد بنى على الطراز المعماري المغربي المعروف بأشكاله الهندسية ونقوشه المكونة من العديد من الجمل العربية التي منها على سبيل المثال لا الحصر جملة ” ولا غالب إلا الله ” التي تتكرر كثيراً فهي جملة محمد الأول الشهيرة التي قالها عندما دخل المدينة فاتحاً إياها.

ولنأخذ أعزائي القراء فكرة تفصيلية عن أماكن القصر أولها فناء الريحان أو ساحة البركة الذي سمى بذلك لوجود أشجار الريحان فيه هذا مع بركة مياه تتوسطه وفي جنوبه باب عربي ضخم كانت وراؤه بعض المباني قد تحولت إلى أطلال ومن الجمل التي زينت هذا البهو آية قرآنية وبعض الدعوات لمحمد الأول منها:

(النصر والتمكين والفتح المبين لمولانا أبي عبد الله أمير المؤمنين…) والآية الكريمة (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم)

ثم إلى بهو السفراء شمال بهو الريحان الذي كان يعقد فيه قديماً بمجلس الحكم ذي التصميم المستطيل مع قبة بارتفاع ثلاث وعشرين مترا وفيه برج يعرف باسم برج قمارش يمكنك بعد ذلك العودة إلى بهو الريحان والسير جهة اليمين لنشاهد ما يعرف بفناء السر وحيث الحمامات الملكية المرصوفة بالرخام الأبيض والتي تتخللها غرف عديدة للانتظار والاستراحة من الحمام بها العديد من النقوش ومزينة كذلك بالكثير من الألوان.

 بعدها عزيزي القارئ عد إلى قاعة الريحان ثم توجه شرقاً لكي تصل إلى ما يعرف بقاعة الأتتين والتي قد سميت بهذا الأسم لوجود قطعتين ضخمتين من الرخام إلى جانب بعضهما البعض.

 وبجوار تلك القاعة ما يعرف أيضاً بقاعة السباع التي سميت بذلك لوجود عدد اثنى عشر أسداً حول دائرة مرمرية مستديرة ينزل من فم كل أسد منها الماء حسب ساعات النهار والليل وكأنها ساعة مائية ضخمة ولكن مع الأسف هذه الساعة تعطلت عندما حاول الإسبان فيما بعد معرفة النظام الذي كانت تعمل به وفشلوا

وليس هذا فقط ما يميز قاعة السباع بل أيضاً كلا من الأروقة التي تستحق التأمل والتصوير خاصة وأنها محاطة بحوالي مائة وأربع وعشرين عموداً من الرخام وعموماً بعد أن تنتهي من تلك القاعة توجه جنوباً حيث قاعة بني سراج وتمتاز بما يلي نوافذ للضوء ونافورة مستديرة رخامية مع قبة عالية وأرضيات رخامية أيضاً.

عد بعدها إلى قاعة السباع فمنها شرقاً سوف تصل إلى قاعة الملوك وقد سميت بهذا الأسم لأن بها صوراً لمختلف ملوك غرناطة أولهم الملك محمد الغني بالله. وآخرهم السلطان أبو الحسن والد أبي عبد الله فضلاً عن صور الصيد والفروسية .

ولا تجعل هذه الجولة الثرية تنسيك زيارة منظرة اللندرا خاشمالا وحتى لا تتحير هذا الاسم محرف من العربية من جملة عين دار عائشة أي نافذة الملكة عائشة إحدى ملكات غرناطة إنها تستحق الزيارة بكل تأكيد. ثم إلى متزين الملكة وهو جناح علوي يقع أسفل برج المتزين يمكنك استكشافه بمنتهى السهولة.

وأخيراً وقبل أن تغادر قصر الحمراء قم بزيارة الزاوية والروضة فرغم أنها جهة مهجورة في القصر غرباً إلا أنها تتميز بأن فيها العديد من شواهد قبور ملوك غرناطة بما يجعلك تتعرف على ترتيبهم وأسمائهم وهو أمرها إن كنت من عشاق التاريخ الأندلسي حيث إن خرائب الروضة هي مقابرهم التي بجوارها أيضاً مكان للوضوء وقاعدة مأذنة.

يمكنك أيضا قبل المغادرة التوجه إلى ساحة الإمبراطور شارلكان حيث إن جنوبها جناح رائع قضى فيه أحد الكتاب الأمريكيين الذين كتبوا عن غرناطة عموماً والقصر بعضاً من وقت إقامته في أسبانيا وسجل ذلك لوحة رخامية حيث تعود زيارته للقصر إلى أوائل القرن التاسع عشر الميلادي سوف تسعد كثيراً بتأمل ومشاهدة تلك اللوحة.

في خلال رحلتك في قصر الحمراء عزيزي القارئ وحتى يكون مقالنا متكاملاً سوف تمر بالعديد من الأبواب والأبراج التي نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر كلا من باب الغدور وباب الطباق السبع وباب الشريعة وبرج الأميرات وبرج الماء وبرج الرؤوس وبرج الماء وغيرها فلا تفوت استكشافها فأمامك سبع وثلاثين برجاً ضخماً مع تسع نافورات والكثير الكثير من الأبواب.

إن ما شرفنا بسرده أعزائي القراء يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك كيف أن قصر الحمراء اسبانيا أظهر أن الحضارة الأندلسية كانت حضارة مزدهرة حقاً.

 إذا أن قصر الحمراء يؤكد ذلك بما يحويه من مبهرات وهو الأمر الذي جعله يعد حالياً من كنوز إسبانياً الإثنا عشر .

فافخر عزيزي القارئ بعروبتك وبالحضارة العربية والإسلامية التي تظل وظلت آثارها في قلب أوروبا شامخة حتى تلك اللحظة التي نكتب فيها موضوعنا شاهده على ما كنا نتمتع به من عز وثقافة وعلم في شتى مجالات الحياة المختلفة وما سوف يؤكد لك كل ذلك زيارتك لقصر الحمراء.